كيف أثرت التكنولوجيا على الاقتصاد العالمي؟

0 126

أثرت التكنولوجيا عموماً وتكنولوجيا المعلومات خاصة في الاقتصاد العالمي وتركت بصمة لا يمكن محوها، فهي بدخولها إلى هذا القطاع قد أحدثت تغييراً جذرياً لا يمكن التنكر له وثورة صناعية انعكست على الاقتصاد العالمي.
في الحقيقة لقد كان دخول التكنولوجيا إلى حياة البشر نقطة علامة وتأريخ تفصل الزمان إلى جزأين؛ الحياة ما قبل التكنولوجيا والحياة ما بعد التكنولوجيا، وكذلك كان الأمر بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي، فهو قد شهد هذه المفارقة ولمس الاختلاف بين المرحلتين، ولمزيد من التوضيحات والإجابات عن سؤال كيف أثرت التكنولوجيا في الاقتصاد العالمي؟” تفضلوا بقراءة هذا المقال.

كيف أثرت التكنولوجيا في الاقتصاد العالمي؟

أثرت التكنولوجيا في الاقتصاد العالمي تأثيراً كبيراً، وساعدت على تغيير شكل هيكل الاقتصاد في العالم فهي قد ساهمت في حدوث تغييرات جذرية على أصعدة اقتصادية عدة، منها تنظيم الإنتاج لكل من الشركات والدول، وتطوير أساليب استثمار رأس المال ونواحي الاتجار بالسلع، وإنتاج منتجات جديدة وتحديث منتجات أخرى كانت موجودة أساساً.
تعد تكنولوجيا المعلومات صنفاً من أصناف التكنولوجيا وهي بذلك من المؤثرات التي سببت تغييراً في الاقتصاد العالمي أيضاً، فهي قد ساعدت على فتح خطوط اتصال فورية بين المؤسسات والشركات المنتشرة في جميع أصقاع العالم، وكذلك الطائرات والسفن التي سهلت عمليات انتقال الناس والبضائع بين أجزاء الكرة الأرضية، فضلًا عن المواد الجديدة التي كانت حجر أساس في حدوث ثورات صناعية كما هو الحال في مجال الاتصالات والأجهزة الذكية.
ببساطة فإنَّ إلقاء نظرة على الاقتصاد قبل عقد من الزمن ومقارنته بحاله اليوم يشرح شرحاً كبيراً تأثير التكنولوجيا في ا الاقتصاد العالمي وكيفية كون أدواتها مساهمة فعالة في دفع عجلة الاقتصاد نحو الأمام وتعزيز التكافل بين كبريات الشركات العالمية والدول، وهذا أتاح الفرص أمام جميع البلدان – النامية منها والمتقدمة – بتسخير إمكانات التكنولوجيا بشكل أكثر كفاءة يزيد فرص إنشاء مستويات معيشية
أفضل للجميع.
بحسب علوم الاقتصاد فإنَّ التغيير التكنولوجي يعني زيادة في كفاءة المنتجات أو كفاءة العمليات المؤدية إلى زيادة المنتجات دون أن تطرأ أية زيادة على المدخلات؛ إنه باختصار اختراع يحسن العمليات أو المنتجات باستخدام القدر ذاته من العمل.
لقد تسبب التقدم التكنولوجي بتحسين كبير في العمليات وخفض التكاليف الإنتاج والتجارة، وهذا ما قصدناه في المثال الذي طرحناه في المقدمة؛ إذ يمكن باستخدام عدد قليل من العمال إلى جانب التكنولوجيا الحديثة تشغيل مصنع ضخم وإنتاج عدد كبير من المنتجات.
ثم إنَّ التكنولوجيا والتحديثات التي طرأت على البرامج الحاسوبية والتطورات في الاتصالات السلكية واللاسلكية قد ساهمت في إنشاء فرص عمل جديدة وعززت نمو الاقتصاد، ومن ناحية الإنتاجية فقد طالها أيضاً جزء من تأثير التكنولوجيا في الاقتصاد العالمي، فبفضل التكنولوجيا تم التغلب على جميع العواقب والحواجز التي تعرقل التواصل عبر المسافات، وتحديداً تم ذلك بفضل الإنترنت، وبفضل الإنترنت أيضاً تم
إنشاء مفهوم التجارة الإلكترونية والتبادلات المصرفية عبر الإنترنت، وهذا كان سبباً في تقليل نفقات ممارسة الأعمال التجارية.
تأثير التكنولوجيا الإيجابي في الاقتصاد:
لقد تحدثنا عن تأثير التكنولوجيا في الاقتصاد العالمي، وكثيرة هي الآثار الإيجابية التي تركتها التكنولوجيا في الاقتصاد، ومن بين هذه الإيجابيات نذكر ما يأتي:
 خفض تكاليف الإنتاج وزيادة الأرباح
وذلك لأنَّ التكنولوجيا تساهم في تخفيض العمالة عبر إعداد أفراد متمكنين من التعامل مع أدواتها، وهذا يساهم في تمكين الشركات
والأفراد.
1. تعزيز القدرات التنافسية فباستخدام أدوات التكنولوجيا يمكن إنتاج مواد جديدة بتكاليف أقل، وهذا يساهم في تراكم رؤوس الأموال.

2. تعزيز جودة البحث العلمي ضمن المؤسسات المتخصصة بذلك، ورفع مستوى التنمية الثقافية وكذلك السياسية في المجتمعات الدولية.

3. رفع سوية الإنتاج الصناعي؛ وذلك لأن التطورات التكنولوجية تحسن القدرات الصناعية ضمن جميع المجالات التي يتم استخدامها ضمنها.
4. رفع سوية التنافس العالمي من حيث المهارات التقنية وخبرات العاملين، وهذا ينعكس بدوره على النمو الاقتصادي.

5. زيادة عدد فرص العمل في القطاع الاقتصادي؛ وذلك لأنَّ التعامل مع أدوات التكنولوجيا يتطلب متخصصين بهذا المجال من أجل التشغيل والصيانة.

6. تسهيل عمليات الترويج للمنتجات المصنعة يعد أيضاً من ضمن التأثير الإيجابي للتكنولوجيا في الاقتصاد العالمي، وتؤدي تكنولوجيا المعلومات دوراً رئيساً في هذا المجال، إضافة إلى الإنترنت المسؤول عن تشغيل مواقع الويب ومنصات التواصل
الاجتماعي.

7. توسيع الأسواق وزيادة عدد الزبائن والعملاء المستهدفين بفضل التكنولوجيا والإنترنت بسبب عدم وجود وقت ومكان محدد لعمليات التسوق، فهي متاحة في كل زمان ومكان.
8. إزاحة عبء افتتاح أفرع توزيع عن كواهل الشركات، وهذا يساهم أيضاً في تقليل النفقات.
عدد
9. تترابط الأمور ببعضها بعضاً فيؤثر انخفاض تكاليف التشغيل في أسعار البضائع فيقل ثمنها وتصبح متاحة للشراء أمام: أكبر من شرائح العملاء. 10. المساهمة في إضافة وإنشاء خدمات جديدة في مجال الأعمال والاقتصاد، ونذكر من بينها الخدمات المصرفية عبر الإنترنت أو تلك التي تكون عبر الرسائل القصيرة على الأجهزة المحمولة، إضافة إلى التجارة الإلكترونية.

11. استعانة الشركات التجارية أو الأفراد بوسائل تكنولوجيا المعلومات في عملياتها وتعاملاتها مع الزبائن والمستثمرين مثل استخدام البريد الإلكتروني في توثيق المناقلات المصرفية وإعلام المستخدم بها.

تأثير التكنولوجيا السلبي في الاقتصاد العالمي:

إضافة إلى وجود تأثير إيجابي للتكنولوجيا في الاقتصاد العالمي لا يخلو الأمر من تأثير سلبي للتكنولوجيا في الاقتصاد العالمي، ومن بين ملامح هذا التأثير السلبي نذكر:

• المساهمة في رفع مستوى البطالة بعد تسريح العاملين الذين حلت التكنولوجيا وأدواتها محلهم في أ أداء مهامهم الوظيفية، مثل استبدال عمال المقاسم الهاتفية اليدوية بمقاسم آلية تقوم بالأوامر والعمليات اللازمة برمجياً. • عمليات الخداع التي تحدث وبكثرة أحياناً في عمليات الشراء والبيع عبر الإنترنت التي من شأنها أن تلحق الضرر بكل من البائع والمشتري وأطراف أخرى في بعض الحالات.

عدم أهلية جميع . العملاء للتعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصال والإنترنت لإتمام عمليات البيع والشراء إلكترونياً، بسبب قلة خبرتهم في هذا المجال من جهة أو قلة ثقتهم بعملية البيع أو الشراء دون رؤية البائع والتعامل معه بشكل مباشر. نشوء نوع جديد من أنواع الجرائم وهو الجرائم الإلكترونية أو عمليات الخداع والاستغلال والابتزاز والقرصنة، التي تستهدف بيانات المستخدمين بغرض سرقتها أو تدميرها أو إلحاق الضرر بها.

اقتصاد التكنولوجيا:

لم تكن عملية تأثير التكنولوجيا بالاقتصاد العالمي من طرف واحد ، فالاقتصاد أيضاً أثر في التكنولوجيا وحوّلها إلى مصدر دخل وركيزة من ركائزه، ففي الولايات المتحدة الأمريكية يقدر العائد الاقتصادي من الإنترنت بنحو 3.4% من الاقتصاد الكلي، وفي الصين نحو 2.5%، وهو يأتي بمعظمه من عمليات البيع والشراء عبر الإنترنت أو من التجارة الإلكترونية.

على صعيد فرص العمل فإنَّ القطاعات التكنولوجية ساهمت في توفير فرص عمل هائلة، فسوق التكنولوجيا العالمي قد نما بمعدل 8% بحلول عام 2020، وهذا كان سبباً في توفر فرص عمل جديدة كثيرة وحزمات واسعة من الخدمات والمنتجات، ولقد تحولت التكنولوجيا عموماً وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات خاصةً إلى مصدر قوي من مصادر الدخل، فالقيمة الإجمالية لاقتصاد تطبيق “فيسبوك” مثلًا بلغت نحو 12 مليار دولار.

يضاف أيضاً إلى ما يسمى اقتصاد التكنولوجيا الوجود الرقمي القوي لمعظم شركات بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الذي يفتح أمامها طرائق أوسع للتواصل مع العملاء والاطلاع على سياسات المنافسين، وهذا يندرج ضمن عمليات ابتكار الأعمال، ويضاف إليه إثبات منصات التواصل الاجتماعي لنفسها بصفتها أدوات تسويقية هامة تبسط العمليات التجارية وتحسن كفاءتها.

في الختام

إنَّ دخول التكنولوجيا مجالات الحياة البشرية عموماً والحياة الاقتصادية كان بنيَّة حسنة ولأجل أهداف سامية، ولقد تجلى هذا الأمر في مجموعة التأثيرات الإيجابية التي حققتها التكنولوجيا في هذا الصدد، ولكنها في حقيقة الأمر كانت سيفاً ذا حدين؛ وذلك لأنَّ إساءة استخدامه حملت سلبيات لا يمكن إنكارها، إضافةً إلى التحديثات التي كان وقعها سلبياً على بعض الجهات، وفي النهاية فإِنَّ دخول التكنولوجيا في الاقتصاد العالمي تسبب في إحيائه وبعث الحياة فيه وإضافة كثيرٍ من السرعة والديناميكية والمغامرة إلى أسواقه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.