مزرعة الحيوان – جورج أورويل
مزرعة الحيوان
رواية دِستوبيّة من تأليف جورج أورويل نشرت يوم 17 أغسطس 1945 و هي إسقاط على الأحداث التي سبقت عهد ستالين و خلاله قبل الحرب العالمية الثانية، فقد كان أورويل اشتراكيا ديمُقراطيا و عضوا في حزب العمال المستقلين البريطاني لسنوات و ناقدا لجوزيف ستالين و متشككا في السياسات الستالينية النابعة من موسكو بعد تجربة له مع المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية في الحرب الأهلية الإسبانية، و هي جهاز الشرطة السرية و العلنية السوفيتي الذي مارس إرهاب الدولة و القمع السياسي في عهد ستالين. و قد وصف أورويل في رسالة إلى إيفون دافيت رواية مزرعة الحيوان بأنها مناهضة لستالين.
كان العنوان الأصلي للرواية بالإنجليزية Animal Farm: A fairy story، أي «مزرعة الحيوان: رواية خيالية» قد أغفله الناشر الأمريكي في طبعة 1946، و من بين كل الترجمات في أثناء حياة أورويل لم يُستبق العنوان الأصلي سوى في التِّلوغو، و قد اقترح أورويل نفسه للترجمة الفرنسية عنوان Union des républiques socialistes animales، و هو تلاعب على اسم الاتحاد السوفيتي باللغة الفرنسية، و الذي يمكن اختصاره إلى URSA التي تعني “دُبٌّ” باللاتينية.
اختارت مجلة تايم الرواية كواحدة من أفضل مئة رواية بالإنجليزية (منذ 1923 حتى تلك السنة، 2005)؛ و جاء ترتيبها 31 في قائمة أفضل روايات القرن العشرين التي أعدتها دار النشر Moden Library؛ كما فازت عام 1996 بجائزة هوگو بأثر رجعي كما ضُمِّنت في مجموعة “ذخائر كتب العالم الغربي” التي تنشرها شركة الموسوعة البريطانية.
لا تعرض الرواية و حسب فساد الثورة على أيادي قادتها بل كذلك إلى كيف يدمر الانحراف و اللامبالاة و الجهل و الطمع و قصر النظر أي أمل في اليوتوبيا، و تبين الرواية فساد القادة كنقيصة في الثورة (لا يعيب فعل الثورة ذاته)، و تبين كذلك كيف يمكن للجهل و اللامبالاة بالمشكلات في الثورة أن تؤدي إلى وقوع فظائع إن لم يتحقق انتقال سلس إلى حكومة الشعب.
و تعد الرواية مثالا من الأدب التحذيري على الحركات السياسية و الاجتماعية التي تطيح بالحكومات و المؤسسات الفاسدة و غير الديمقراطية إلا أنها تؤول إلى الفساد و القهر هي ذاتها بسقوطها في كبوات السلطة فتستخدم أساليب عنيفة و دكتاتورية للاحتفاظ بها، و قد ضربت أمثلة واقعية من المستعمرات الأفريقية السابقة مثل زمباوي و جمهورية الكونغو الديموقراطية التي تولى عليها رؤساء محليون كانوا أكثر فسادا و طغيانا من المستعمرين الأوربيين الذين كانوا قد طردوهم.
في المعسكر الشرقي كانت كلا من روايتا مزرعة الحيوان و من بعدها رواية 1984 مدرجتين في قائمة الكتب المحظورة حتى الإصلاح في ألمانيا الشرقية سنة 1989 و لم تكن قبلها متاحة سوى عبر شبكات سرية (عرفت باسم “ساميزدات”، بالروسية: самиздат).
عام 1947 عُدَّت الطبعة الأوكرانية مثالا مبكرا على الاستخدام الدعائي للرواية، فقد طُبِعَت و وُزِّعَت بين المواطنين السوفيت الأوكرانيين الذين كان كثير منهم مُهَجَّرين بانتهاء الحرب العالمية الثانية.
شخصيات الرواية
شخصيات و أحداث الرواية تسخر من الدوجمائية السياسية، المتمثلة في الرواية في “الحيوانية” (بالإنجليزية: Animalism) و كما تسخر من السلطوية و سذاجة البشر.
الخنازير
سلالات الخنازير التي صورت عليها الشخصيات قد تكون ذات دلالة.
ميجُر العجوز
هو صاحب فكرة الثورة الأصلي، لكنه لم يعاصر تنفيذها، و طبقا لبعض التفسيرات فهو مبني على شخصية كل من كارل ماركس مؤسس الماركسية أساس الشيوعية، حيث أنه يصف المجتمع المثالي الذي تمكن للحيوانات إقامته لو أطاحوا بسيطرة البشر؛ و أيضا فلاديمر لينين من حيث أن جمجمته معروضة بتوقير للزيارة الشعبية كما فُعل بجثمان لينين. إلا أنه طبقا لكريستوفر هِتشِنز إن شخصيتا لينين و تروتسكي مدمجتان في واحدة يمثلها سنوبول، أو أنه قد لا يوجد لينين على الإطلاق.
نابليون
هو الشخصية الشريرة الرئيسية في الرواية، و هو طاغية،، و هو قليل الكلام و يصرف شؤونه بعزم، و هو مبني على شخصية ستالين، و هو يراكم سلطته بالاعتماد على جراء صغيرة أخذها من أهلها ليربيها فتكبر كلابا حراسة شرسة تمثل الشرطة السرية. انفرد بالسلطة بعد إقصاء رفيقه سنوبول و استنادا إلى دعاية مضللة يطلقها سكويلر و كذلك بالإرهاب الذي تمثله الكلاب يضمن خضوع الحيوانات الأخرى. و غير تدريجيا لصالحه الوصايا التي قامت عليها الثورة. و بنهاية المسرحية نجد نابليون و رفاقه الخنازير قد تعلموا المشي منتصبين و أخذوا يتصرفون كالبشر الذين كانوا قد ثاروا عليهم.
يلاحظ أن فصيلة الخنزير التي صور على هيئتها نابليون لم تمثل عليها أي شخصية أخرى.
كما أنه في الطبعة الفرنسية الأولى شُمِّيَ César أي “قيصر” إلا أنه في ترجمات فرنسية أخرى ظل نابليون
سنوبول (كرة ثلج)
خصم نابليون و الرئيس الأصلي للمزرعة بعد الانقلاب على جونز، و ربما كان إيماء إلى ليون تروتسكي، مع أنه بالنظر إلى رأي أورويل في تروتسكي فقد يكون إشارة إلى المناشفة، و هو يحوز ثقة معظم الحيوانات بأن يقود حصادا ناجحا، إلا أن نابليون يطرده من المزرعة بمعاونة كلابه مع أن سنوبول يعمل لصالح المزرعة و الحيوانات و يسعى لتحقيق حلمهم بإقامة يوتوبيا إيجالتاريّة، ثم ينشر شائعات لإظهاره بمظهر الشرير الفاسد الذي كان يخطط لتخريب حلم الحيوانات بتحسين المزرعة. و في السيرة التي كتبها برنارد كرِك عن جورج أورويل فإنه يدفع بأن سنوبول مستلهم من شخصية أندرياس نن قائد حزب عمال الاتحاد الماركسي الذي كان وقع ضحية التطهير الشيوعي أثناء الحرب الأهلية الإسبانية.
سكويلر
عامل قصير بدين يعمل ذراعا أيمنا لنابليون و وزير دعايته، و هو مستوحى من فياتشسلاف مولوتوف و صحيفة برافدا، و هو يُطوِّع اللغة لتبرير و تأصيل و تعظيم كل أفعال نابليون، و هو يمثل الغطاء الإعلامي الذي استخدمه ستالين لتبرير الفظائع التي ارتكبها. حرص أورويل في كل أعماله على بيان الكيفية التي يُطوِع بها السياسيون اللغة لملاءمة أغراضهم، فسكويلر يعيق المجادلات بتعقيدها و هو يربك المتحاورين، و هو يدعي أن الخنازير بحاجة إلى الرفاهيات التي ينالونها دون غيرهم ليتمكنوا من العمل لصالح الجميع. و عندما تحاصره الأسئلة و الاستنكارات فإنه يلوح بخطر عودة اليد جونز، مالك المزرعة المطاح به لتبرير ميزات الخنازير. كما أنه يستخدم الإحصائيات ليقنع الحيوانات بأن نوعية حياتهم تتحسن باضطراد، و لأن معظم الحيوانات لا يذكرون كثيرا مما كانت عليه الحياة قبل الثورة فهم يصدقونه.
مينيمس
خنزير شاعر يكتب النشيد الوطني الثاني ثم الثالث لمزرعة الحيوان بعد تحريم أغنية “وحوش إنجلترا”، و هو يمثل المعجبين بستالين داخل و خارج الاتحاد السوفيتي مثل ماكسيم غوركي.
..
العُفور
يُلمَح إلى أنهم أبناء نابليون مع أن هذا لم يُصرَّح به في الرواية و هم الجيل الأول من الخنازير المُنَشَّئين على فكرة انعدام المساواة بين الحيوانات، كما يمكن أن يكونوا معادلين للجيل الذي نشأ تحت حكم لينين.
الخنازير المتمردون
أربعة خنازير يتذمرون من سيطرة نابليون على المزرعة إلا أنهم سرعان ما يُعدمون، و هم يمثلون الضباط و الوزراء الشيوعيين الذين أعدموا في التطهير الكبير في الاتحاد السوفيتي قبل الحرب العالمية الثانية. في ذلك التطهير عُذِّب الضباط و الوزراء لتنتزع منهم اعترافات كاذبة اتُّخِذَت أدلة ضدهم في المحاكمات. فقد اعترف كل من الخنازير المتمردون بعلاقتهم بسنوبول المنفي مما استتبع قتلهم بيد الشرطة السرية الكلابية لنابليون. في التظهير الروسي وجهت اتهامات بالتآمر مع الغرب لقتل ستالين و إعادة اقتصاد السوق إلى روسيا، و أقرب الأمثلة إلى الخنازير المتمردين هم نيكولاي بخارين و ألكسي ركوف و جريجوري زينوڤييڤ و لف كامينيف .
السيد جونز
المالك السابق للمزرعة الذي يمثل نيقولاي الثاني مَلِكُ روسيا، قيصر المخلوع الذي واجهته صعوبات مالية في الأيام السابقة على ثورة 1917. كما أن الشخصية إيماءة إلى لويس السادس عشر ملك فرنسا، كما يوجد ما يشير إلى أنه يعادل الأوتوقراطية الرأسمالية الفاشلة التي تعجز عن إدارة المزرعة و العناية بالحيوانات. يُصوَّر جونز على أنه مفرط في شرب الخمر و تثور الحيوانات عليه بعد أن يفرط في الشراب فلا يرعاهم و لا يطعمهم.
محاولة جونز و عمال المزرعة استعادتها من الحيوانات تسمى معركة سقيفة البقر
السيد فرِدرك
المالك المسيطر على مزرعة بنشفيلد (بالإنجليزية Pinchfield) و هي مزرعة مجاورة مُعتنى بها على ما ينبغي، و هو يمثل أدولف هتلر و الحزب النازي عموما، فهو يشتري الخشب من الحيوانات مقابل أموال مزيفة ثم يهاجمهم لاحقا مدمرا طاحونتهم إلا أنه ينهزم في معركة الطاحونة التي يمكن أن تشير إلى معركة موسكو أو معركة ستالينغراد، كما توجد حكايات عن إساءته معاملة حيوانات مزرعته التي يمكن أن تعادل تعامل الحزب النازي مع المعارضين السياسيين.
السيد بِلكِنغتُن
المالك الدمث الماهر لمزرعة فوكسوود (بالإنجليزية Foxwood) و هي مزرعة تغشاها الأعشاب البرية كما هو موصوف في الكتاب، و هو يمثل العالم الأنجلوسكسوني، أي بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية و ما يدور في فلكهما، و لعبة الورق في نهاية الرواية إسقاط على مؤتمر طهران الذي امتدح فيه المؤتمرون كل منهم الآخر و هم يغشون في اللعبة، و هو مشهد ساخر لأن الخنازير متحضرة و طيبة مع البشر على عكس كل ما ناضلوا لأجله. و هو ما حدث في مؤتمر طهران حيث تحالف الاتحاد السوفيتي مع الولايات المتحدة و المملكة المتحدة و هما الدولتان الرأسماليتان اللتان ناضلت ضدهما في بداية الثورة. في نهاية اللعبة يسحب كل من نابليون و بِلكِنغتُن آسا ثم يبدآن الشجار و الصياح ممثلا لبداية التوتر بين الشرق و الغرب.
السيد وِبمر
رجل استأجره نابليون ليقوم بدور العلاقات العامة لمزرعة الحيوان مع مجتمع البشر، و هو مبني على نحو فضفاض على شخصيات مفكرين غربيين من أمثال جورج برنارد شو، و خاصة لنكولن ستفنز الذي زار الاتحاد السوفيتي سنة 1919.
الحافريات
الأحصنة و الحمير
بُكسر
أحد الشخصيات الرئيسية و هو رمز للطبقة العاملة، البروليتاريا، مخلص و متفان و طيب و محترم و أقوى حيوانات المزرعة جسما، إلا أنه ساذج و بطيء. جهله و ثقته العمياء في قُوَّاده تقودانه إلى مصرعه و مكسبهم، و تحديدا فإن عمله الجسدي الشاق يمثل الحركة الاستاخانوفية، و مقولته “سأعمل بكد أكبر” تستدعي شخصية يورجس رُدكَس في رواية الكاتب الأمريكي أبتن سنكلير المعنونة الدغل، و مقولته الثانية “نابليون دوما مصيب” مثال على نجاح بروباغندا سكويلر. كانت أخلاق بكسر في العمل محل مديح الخنازير و ضربوا به مثالا و قدوة للحيوانات الأخرى ليحتذوا به، لكن عندما أصيب بكسر و لم يعد قادرا على العمل فإن نابليون يرسل به إلى جزار الخيول المريضة و يخدع الحيوانات الأخرى بقوله إن بكسر قد مات في سلام في مستشفى و أن عربة الإسعاف كانت عربة جزار الخيول التي لم يعد طلاؤها.
كلوفر
الفرس رفيقة بُكسر، و هي تساعد بكسر و اعتنت به عندما شُق حافره، و تلوم نفسها لنسيانها الوصايا السبع في حين أن سكويلر كان في الحقيقة قد عدلها لصالح نابليون، و هي عطوفة كما بدا عندما حَمَت صيان البط أثناء خطبة ماجُر، كما أنها انزعجت عندما أعدمت الكلابُ حيواناتٍ، و أجلتها الخيول الثلاثة التي حلت محل بُكسر. و غير كونها الأم فإنها قد تمثل السواد من سكان الإمبراطورية الروسية الذين لم يصدقوا الخطاب الماركسي إلا أنه لم يكن بيدهم ما يفعلوه.
مولي
مهرة أنانية و مغرورة تحب التزين بالشرائط في معرفتها و أكل مكعبات السكر (التي تمثل الرفاهية) و أن يدللها البشر و يرعوها، و هي تمثل الطبقة العليا، البرجوازية و النبلاء الذين فرُّوا إلى الغرب بعد الثورة الروسية و تسيدوا على الروس في المهجر، لذا فهي سرعان ما غادرت المزرعة إلى أخرى و لم تذكر سوى مرة بعدها، و هي واحدة من الشخصيات القليلة التي تبقى.
بنجمين
حمار عجوز حكيم لا يُظهر سوى القليل من العواطف و أحد معمري الحيوانات، و يبقى في نهاية الرواية. عادة ما تسأله الحيوانات عن عزوفه عن التعبير إلا أنه دوما يجيب “الحمير تعمر طويلا، و لم ير أحد منكم حمارا ميتا”، كما أن بنجمين يمكنه القراءة مثل أي خنزير، إلا أنه قليلا ما يستعرض قدرته تلك. هو صديق مخلص لبكسر و حزن بشدة عندما أخذ بكسر بعيدا. كان بنجمين يعلم بفساد الخنازير طوال الوقت إلا أنه لم يقل شيئا للحيوانات الأخرى، و هو يمثل المُتهكمين في المجتمع. كما يُحتمل أنه سخرية من المثقفين الذين لديهم من الحكمة ما يساعدهم على تجنب التطهير إلا أنهم لا يأخذون أي مواقف، مثل السلميين الذين كره أورويل بمسلكهم. كما يحتمل أن بنجمين هو أورويل ذاته، فبنجمين يمكن رؤيته على أنهم الذين عاشوا أثناء طغيان قيصر و شهدوا عقم، أو على الأقل تشككوا، في إمكانية تحقق اليوتوبيا التي يُبشِّر بها البلاشفة و من بعدهم الحكومة السوفيتية.
حيوانات أخرى
مُرييل
عنزة عجوز حكيمة صديقة كل حيوانات المزرعة، و هي مثل بنيمين و سنوبول، أحد الحيوانات القلائل في المزرعة الذين يمكنهم القراءة (و إن كان بصعوبة، إذ عليها أن تتهجى الكلمة أولا) و تعين كلفر على اكتشاف أن الوصايا السبع قد جرى التلاعب بها طوال الوقت. و يحتمل أنها تمثل الفئة ذاتها الذي يمثلها بنيمين، و هي تموت قرب نهاية الرواية لتقدم سنها.
الجراء
نسل جسي و بلوبِل رباهم نابليون ليصبحوا حرسه و قد يسيرون إلى حقيقة أن ستالين أفاد في صعوده في السلطة من تعيينه كأمين عام للحزب الشيوعي على يد لينين سنة 1922، و هو الدور الذي مكنه من إنفاذ إرادته في التعيين و الترقية و الخسف بحيث يحشد مؤيديه في الحزب، و الجراء يمثلون الشرطة السرية أو جهاز المخابرات كي جي بي
موسى الغراب
طير عجوز يأتي من حين لآخر إلى المزرعة بحكايات عن موضع في السماء يسمى جبل السكاكر (بالإنجليزية: Sugarcandy Mountain) و هو لا يعمل، و هو يمثل الزعماء الدينيين، بخاصة الكنيسة الأرثودوكسية الروسية، و هويته الدينية يدل عليها اسمه المستوحى من شخصية الرسول التوراتي و كذلك لونه الأسود، زي رجال الكنيسة؛ أما جبل السكاكر فكناية عن الجنة. كما أنه يمثل راسبوتين بولائه لقيصر، أي السيد جونز. في عهد ما بعد ثورة الحيوانات يُحرَّم الدين، كما أنه لا يستسيغ مساواته بالحيوانات الآخرين لذا فهو يغادر المزرعة بعد الثورة، إلا أنه يعود لاحقا ليواصل التبشير بوجود جبل السكاكر. يربك الحيواناتِ سلوكُ نابليون تجاه موسى، فهو من ناحية يرفض ادعاءاته على أنها هذيان، إلا أنه يدعه يبقى في المزرعة، فيما يبدوا أنه رغبة الخنازير في أن يبقوا على أمل الحيوانات في حياة أفضل في العالم الآخر، و ربما لإبقائهم مشغولين بجبل السكاكر بدلا من الانشغال بمراقبة الخنازير و ربما التمرد عليهم، و عموما فإن موسى أحد الحيوانات القلائل الذين يتذكرون زمن الثورة، و معه كلُفر و بنيمين و الخنازير.
الخراف
يمثلون جموع البروليتاريا الذين يحركهم نابليون بالرغم من خيانته، فهم يظهرون أقل الفهم للأوضاع إلا أنهم يؤيدونه بالرغم من ذلك، و كثيرا ما ينشدون “أربعة أرجل حسن..رجلان سيِّيء” و يعتمد عليهم الخنازير لإخماد أي معارضة بالصياح و التهليل. في نهاية الرواية إحدى الوصايا السيع تُغيَّر بعد أن تتعلم الخنازير المشي على ساقين، لذا فهم يصيحون “أربعة أرجل حسن..رجلان أحسن.
الجرذان
يمثلون بعض الشعوب البدوية في أقصى شرق جمهوريات الاتحاد السوفيتي، من قزاخ و أوزبك و تركمان و طاجيك و قرغيز
الدجاج
يمثل الگولاگ، فهي تدمر بيضها بدلا من تسلميه إلى السلطات العليا، كما حدث أثناوء التجميع (collectivisation) من تخريب الگولاگ آلاتهم و قتل ماشيتهم رفضا لاستيلاء السوفيت عليها.
البقر
يمثلون البروليتاريا الذين تسرق حليبَهم الخنازيرُ لرفاهيتهم و لا يتشاركونه مع الآخرين.
القطة
يمثل المنافقين الذين يتظاهرون بالالتزام بعقيدة أو أيديولوجيا ما لأغراض ذاتية و منفعة شخصية، و هو ما يظهر وعدها الطيور بأنهم أصبحوا رفاقا و أنهم آمنون في أن يحطوا على كفِّها.
أصولها
كتب جورج أورويل مخطوطة الرواية بين عامي 1943 و 1944 بعد تجربة مر بها في الحرب الأهلية الإسبانية وصفها في مؤلفه المُعَنوَن Homage to Catalonia الذي نشر عام 1938.
في مقدمة طبعة أوكرانية صدرت عام 1947 لرواية مزرعة الحيوان شرح أُروِل كيف أن نجاته من التطهيرات الشيوعية في إسبانيا علّمته “مدى سهولة سيطرة البروباغندا الشمولية على عقول المستنيرين في البلاد الديموقراطية”؛ و قد حفَّز هذا أورويل على فضح و إدانة ما رآه الإفساد الاستاليني للمبادئ الثورية الاشتراكية. و في المقدمة ذاتها يصف كيف ما ألهمه بجعل أحداث القصة تدور في مزرعة: […]رأيت فتى صغيرا، ربما في العاشرة، يقود عربة حصان على طريق ضيق و يضرب الحصان بالسوط كلما حاول الدوارن، و قد صدمني أنه لو وعت الحيوانات مقدار قوتها فلن يكون لنا سلطان عليها، و أن الإنسان يستغل الحيوانات بذات كيفية استغلال الأغنياء البروليتاريا.
حرية الصحافة
كان أورويل قد كتب في الأصل للرواية تمهيدا يتذمر فيه من الرقابة الذاتية التي يمارسها الناشرون البريطانيون و كيف أن الشعب البريطاني يقمع انتقاد الاتحاد السوفيتي حليفهم في الحرب العالمية الثانية “الخبيث فيما يتعلق بالرقابة الأدبية في إنجلترا أنها تطوعية. […] فالمواد تمنع من الطباعة، ليس لأن الحكومة تتدخل، بل لاجماع ضمني عام بأنه ‘لا يصح’ أن تُذكَرُ تلك الحقيقة”. و قد حُجب التمهيد ذاتُه و لم يطبع حتى الآن (يونيو 2009) في معظم طبعات الكتاب الإنجليزية و لا الترجمات العربية.
كانت زوجة أورويل، أيلين بلير، قد عملت أثناء الحرب في وزارة الإرشاد في الرقابة عى الصحف.
نشر سِكَر و وربرج الطبعة الأولى من الرواية سنة 1945 بلا مقدمة، إلا أنه كان قد ترك مساحة شاغرة لتقديم في نسخة مراجعة المؤلف المعدة من المخطوطة، إلا أنه لأسباب مجهولة لم يقدَّم أي تمهيد فتوجبت إعادة ترقيم كل الصفحات في آخر لحظة قبل الطباعة.
بعد ذلك بسنوات، و تحديدا في 1972، عثر إيان أنجَس على المخطوطة الأصلية لمقالة أُروِل المعنونة “The Freedom of the Press” أي “حرية الصحافة”، و نشرها برنارد كرِك بمقدمة من وضعه في ملحق مجلة تايمز الأدبي يوم 15 سبتمبر 1972. كما ظهرت مقالة أورويل في طبعة 1976 الإيطالية من مزرعة الحيوان مع مقدمة أخرى كتبها كرِك، و زُعِمَ أنها أول إصدارة من الرواية تحوب مع التمهيد الذي كتبه أُروِل.
أثرها الثقافي
ترجمت الرواية إلى لغات عديدة كم ترجمها إلى العربية مترجمون عديدون و نُشرت في طبعات كاملة و مختصرة، و بتصرُّف. فترجمت إلى العربية عدة مرات، منها الصادرة عن دار الفكر العربي في بيروت بترجمة رنا إسكندر و أخرى عن دار غريب في القاهرة بترجمة نبيل راغب.
كما اقتبس موضوع رواية مزرعة الحيوان في أعمال أدبية و سينمائية عديدة و كان لها أثر على المشهد الثقافي خاصة في أوروبا و الولايات المتحدة، و استلهمها فنانون و مبدعون في أعمال فنية في مختلف الوسائط و المجالات من كتابة و موسيقا و غيرها.
فقد تحول موضوع القصة مرتين إلى فلمين بريطانيين، أولهما فلم تحريك أنتج عام 1954، و الآخر عام 1999، و كلاهما فيه اختلاف عن الرواية، ففي الفلم الأول تنقلب الحيوانات على الطاغية نابليون في ثورة ثانية، أما في الثاني فيتداعى النظام من تلقاء نفسه كما حدث للاتحاد السوفيتي.
مزرعة الحيوان مزرعة الحيوان مزرعة الحيوان مزرعة الحيوان