كيف تجد مكانة لك و تمتلكها ؟؟! عندما تبدأ “بزنس” خاص بك ، سيتوجب عليك اتخاذ الكثير من القرارات بشأن الخدمات التي يمكنك تقديمها. ولكنك ستجد أن الجزء الصعب لن يكون باختيار الخدمات التي يجب تقديمها بل بالخدمات التي لا تقدمها.
فمن السهل بما يكفي أن تبدأ بخدمة واحدة، ولكن بعد ذلك سيسألك العميل عن خدمات ذات صلة بما قدمت له .
ولن يكمن التحدي فقط بالخدمات التي ستقدمها بل في شريحة العملاء التي ستقوم بعرض خدماتك عليهم .
حيث تركز بعض المنظمات حصريًا على الرعاية الصحية، بينما يختار البعض الآخر شركات المقاولات كعملاء، كما تعمل بعض الوكالات مع الشركات الناشئة، بينما يركز البعض الآخر على الشركات الكبيرة الراسخة.
بغض النظر عن نوع العميل الذي تريد العمل معه، لا توجد إجابة صحيحة أو خاطئة فيما يتعلق بالمكانة التي تختارها طالما يمكنك اقتطاع مساحة خاصة بك .
و فيما يلي ثلاث خطوات لتبدأ:
الخطوة الأولى : حدد أهدافك
ماذا تريد للبزنس الخاص بك أن يكون ؟ ما هو الغرض منه ؟ وماذا تريد أن تنجز من خلاله ؟
يبدأ بعض رواد الأعمال نشاطًا تجاريًا لأنه يبدو بديلاً لطيفًا لوظيفة عادية (كنصيحة – عليك التفكير بجدية أكبر في هذا الأمر)، بينما يريد آخرون بناء ثروة او حتى هنالك من يريد تغيير العالم.
لا شيء من هذه الأسباب أفضل من سبب آخر، ولكن إذا كنت ترغب في بناء شركة تحقق أرباحاً بقيمة مليون دولار سنويًا وتجعلك تعيش حياة لطيفة، فستركز على مكانة مختلفة عما لو كنت تريد إنشاء شركة بقيمة مليار دولار و تُحدث ثورة في مجال ما، لذلك، السؤال الأول هو (ماذا تريد ؟)
الخطوة الثانية: ابحث عن منطقة العبقرية الخاصة بك
في كتاب (القفزة الكبيرة) شارك المؤلف جاي هندريكس مفهوم ما يسميه «منطقة العبقرية» و هو مجال التركيز الذي يجمع بين خبرتنا ومهاراتنا ومعرفتنا واهتماماتنا و يسمح لنا بالقيام بأشياء مذهلة – أشياء تبدو سحرية للآخرين.
– للعثور على منطقة العبقرية الخاصة بك، ابدأ بتدوين كل الأشياء التي تجيدها بشكل جيد نسبياً على الأقل، ثم فتش عن مزيج و تركيبات فريدة و خاصة بك.
على سبيل المثال، هناك عشرات الآلاف من المسوقين ، وربما مئات الآلاف، لذلك عندما قام أحد رواد الأعمال ببدء وكالة للتسويق الرقمي ، كان من المنطقي أن يركز جهوده على قطاع التعليم العالي ليميز نفسه أكثر قليلاً، بالإضافة لأنه عمل في قطاع التعليم العالي كمدير إعلانات رقمية مما جعله أكثر تميزًا و سمحت له منطقة العبقرية الخاصة به بالعمل مع الكليات والجامعات في جميع أنحاء أمريكا الشمالية.
ما هي منطقة العبقرية الخاصة بك ؟ أين يمكنك تسخير معرفتك ومهاراتك وخبرتك لإحداث أكبر تأثير ؟
الخطوة الثالثة: حدد جمهورك المثالي
من هو عميلك المثالي ؟ إذا كان بإمكانك الحصول على عدد غير محدود من العملاء، بشرط كونهم نوع واحد فقط من العملاء، فكيف ستصفهم ؟
فعلى سبيل المثال : يقول مدرب تنفيذي: «أريد العمل مع أي نوع من المديرين التنفيذيين»، و لكن السؤال هنا: هل يريد جميع المديرين التنفيذيين العمل مع هذا المدرب ؟
إن أفضل الأماكن للعثور على جمهورك المثالي من العملاء هو النظر إلى نفسك،
فإذا كنت مديراً تنفيذياً و انتقلتَ إلى الأوساط الأكاديمية مؤخراً وأصبحتَ رئيساً للجامعة، فربما يكون جمهورك المثالي هو المدراء التنفيذيين الذين يرغبون في الانتقال إلى الأوساط الأكاديمية أو أولئك الذين انتقلوا بالفعل ويريدون أن يصبحوا رؤساء للجامعة، ولتتمكن من خدمتهم عليك الوجود بمكانة تتمتع فيها بخبرة وسلطة عميقة.
– يتحدث العديد من المسوقين عن التخصيص وإيجاد هذا النوع من الأشخاص المناسب تمامًا لمنتجك أو خدمتك، ولكن هناك فخ هنا:
يقول جي سي هايت، الرئيس التنفيذي لشركة هايت ديجيتال : ( من الأسهل تسويق الأجبان و المخبوزات الموجودين في ميامي بدلاً من الأجبان في نيويورك و المخبوزات في ميامي ، فلمجرد قيامك ببيع الكثير من الأجبان في ميامي لا يعني أن الأجبان في نيويورك ستكون مهمة بنفس القدر)
. اعتمادًا على طبيعة عملك، قد تؤثر الجغرافيا بشكل كبير في ماهية جمهورك المثالي
في الختام،إن الهدف النهائي هو إنشاء سوق واحد.
و معنى السوق الواحد : هو عندما يكون لدى عميلك المثالي خيار واحد فقط – ((أنت)).
بصفتنا رواد أعمال، كلما اقتربنا من إنشاء سوق واحد، كلما زادت الأرباح التي يمكننا إنتاجها، مما يسمح لنا بالاستثمار وخدمة عملائنا بشكل أفضل، وتحسين علاقتنا معهم وإحداث تأثير على العالم.
من خلال العثور على المكانة المناسبة لك، ستقترب خطوة كبيرة من إنشاء سوق واحد