قواعد العلامة التجارية الشخصية 3.0
قواعد العلامة التجارية الشخصية 3.0
كان الطور الأول من العلامة التجارية الشخصية (1.0 ) يركز في الغالب على العلامة التجارية الواقعية . ذلك لأن العلامة التجارية الشخصية موجودة منذ 25 عامًا، أي قبل انطلاق الإنترنت
وعندما بدأت هيمنة الإنترنت بسرعة كبيرة، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي شكلاً أساسيًا من أشكال الاتصال، بدأ الطور الثاني من العلامات التجارية الشخصية (2.0) حيث أصبح كل شيء افتراضيًا – بما في ذلك أنت.
و تم تسريع الانتقال إلى العالم الافتراضي بسبب جائحة كوفيد، حيث أصبح إجادة استخدام الإنترنت و الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي جزءًا مهمًا من عملك للبقاء على تواصل مع موظفيك.
أما الآن.. تمسك بمقعدك جيداً لأننا دخلنا للتو إلى الطور الثالث من العلامة التجارية الشخصية (3.0 ) بسرعة سيارة سباق الفورمولا1 ، وإن الشيء الوحيد الأكثر صحة في العلامة التجارية الشخصية 3.0 هو أنك الرئيس التنفيذي للبراند الذي يدعى “أنت” .
إن العلامة التجارية الشخصية 3.0 تعني إتقان العناصر الأساسية لكل من العلامة التجارية الشخصية 1.0 و 2.0 (الحقيقية والافتراضية) مع تبني بعض المهارات والعقليات الجديدة بالإضافة للسعي إلى توسيع نطاق نجاحك وزيادة رفاهيتك في عالم العمل الهجين و الغني بالتكنولوجيا.
و أدناه سأعرض لك الشكل الذي تبدو عليه العلامة التجارية الناجحة في عصر العلامة التجارية الشخصية 3.0، مع القواعد العشر التي تحتاج إلى اتباعها:
1- كن عاطفيًا.
في عالم العمل الهجين ((حيث يمكن أن يكون الأشخاص الذين تعمل معهم في أي مكان)) ، تقوم العناصر البشرية في عالم البزنس بتصدر قائمة الأولويات
أما عن التراحم، التعاطف، الاتصال، المديح، الاحتواء، الثناء و العناية فيكتسبون جميعًا أهمية أكبر من ذي قبل لأن نموذج (العمل من أي مكان) يقوم بإخراج الحس البشري من الموارد البشرية. أضف إلى ذلك ، الضخ التكنولوجي الهائل (( وأنت تفهم مدى أهمية الإنسانية لعلامتك التجارية الشخصية ونجاحك)) .
في هذا العالم الهجين، لن ترى أولئك الذين تسعى للتأثير عليهم كل يوم، لذا عليك أن تكون متأنياً بشأن الحفاظ على العلاقات. وهذه العلاقات ليست مبنية على بيانات الاعتماد أو الحقائق أو المنطق، ولكنها مبنية على الاتصال البشري والعاطفة.
2- تعظيم الأنشطة الشخصية
حتى لو كنت في نظام (العمل من أي مكان ) طوال الوقت، فستكون هناك احتمالات للتواصل مع الزملاء والعملاء وجهات الاتصال الشبكية – بما في ذلك فعاليات التعلم و إطلاق المشاريع والعروض التجارية والمؤتمرات.
تتطلب فعاليات العالم الحقيقي هذه اهتمامًا أكبر مما كانت عليه في الماضي ، لأنها توفر فرصًا للتواصل مع الآخرين على مستوى إنساني أعمق وأكثر مما تستطيع فعله من شاشة الكمبيوتر الخاصة بك.
كن اجتماعيًا عندما تكون في المكتب و تواصل علنًا مع الأشخاص الذين تعرفهم وكذلك مع أولئك الذين لا يمكنك ترتيب موعد معهم بجدول أعمالك، ابتعد عن المسار و انخرط مع الأشخاص بقدر ما تستطيع و اقض ما يقرب 100٪ من وقتك في التعامل مع الآخرين خلال هذه اللحظات الشخصية القيمة.
تناول وجباتك مع زملائك أو- الأفضل من ذلك – تناول وجباتك مع أشخاص لا تعرفهم و يعملون بأقسام أخرى في شركتك. حدد وقتاً في جدول أعمالك و أطلق عليه اسم «الاتصال البشري» واستخدمه لتعزيز العلاقات وبناء روابط جديدة. و قم بحفظ العناصر الأخرى في قائمة المهام الخاصة بك للأوقات التي لا تتاح لك فيها فرصة للتفاعل مع الآخرين
3- أصبح نجم فيديو
ربما تكون على دراية بمقولة أن الصورة تساوي ألف كلمة. لكن في عالم العمل الجديد فإن الصور المتحركة مهمة جداً، وفقًا للدكتور جيمس ماكويفي من (فوريستر ريسيرش)، حيث أن قيمة دقيقة واحدة من الفيديو تساوي 1.8 مليون كلمة، و في نموذج (العمل من أي مكان) ، فإن الخيار الوحيد الأفضل من الفيديو للتواصل هو التواجد شخصيًا – وهذا ليس ممكنًا دائمًا.
أما بالنسبة للفيديوهات المسجلة مسبقًا، فلن يكون من السهل أبدًا تطوير علامتك التجارية لولا تقنية تحرير الفيديو المُنتشرة مؤخراً ، كذلك إن الأشخاص الذين يتقنون التعامل مع الفيديو لا بد أن يتقنوا العلامة التجارية الشخصية 3.0، حيث لم تكن الاجتماعات الافتراضية مجرد ترند عابر ؛ بل وُجدَت للبقاء، حيث أمضينا عامين من اجتماعات الزووم المتتالية في جائحة كورونا، لذلك لا يوجد عذر لعدم الظهور بقوة واحترافية أمام الكاميرا
4-عش الهاشتاج الخاص بك
إن العلامة التجارية الشخصية تعني امتلاك المنطقة الخاصة بك ( مجال خبرتك بالإضافة إلى وجهة نظرك).
ومع قفز المزيد والمزيد من الأشخاص إلى «عربة العلامة التجارية»، أصبحت حاجتك إلى صقل رسالتك والتعبير عنها بوضوح وباستمرار أكثر أهمية من أي وقت مضى.
من المهم توصيل هويتك بوضوح للناس و تتأكد من إدراكهم لما تريد أن تكون معروفًا به ، وهذا يعني تحديد مجال قيادتك الفكرية والوضوح بشأن رأيك المحدد في مجال خبرتك.
تعرف على الهاشتاج الخاص بك وعش به (لأن هناك العديد من الهاشتاجز الأخرى في الجوار).
5-أصبح سفيرًا للعلامة التجارية الرقمي
أنت المدير التنفيذي لشركتك ، حتى لو كنت تعمل في الحسابات أو في إدارة سلسلة التوريد، فلديك دور تلعبه في العلامة التجارية للشركة ، هذا لأنك عنصر أساسي في استراتيجية الاتصال الخاصة بشركتك. وعندما تأخذ هذا الدور على محمل الجد، تحدث ثلاثة أشياء عظيمة:
1. أنت تثبت ولاءك لشركتك.
2. تخرج من انعزالك وتفهم ما يحدث في الأجزاء الأخرى من المنظمة.
3. تحصل على محتوى جاهز يمكن أن يجعلك مرئيًا للأشخاص الذين تسعى للتأثير و السيطرة عليهم.
أنت جزء مهم من العلامة التجارية للشركة. خذ هذه الوظيفة على محمل الجد.
6- إسلب الانتباه في الاجتماعات
لطالما كانت الاجتماعات واحدة من أفضل الطرق لتكون مرئيًا لجمهورك المستهدف، ولتعرض تألقك وتظهر القيمة الفريدة التي تقدمها.
في العلامة التجارية الشخصية 1.0، كانت الاجتماعات في قاعات المؤتمرات أقوى طريقة لإظهار ما يجعلك رائعًا، حتى تتمكن من التأثير على أصحاب المصلحة الرئيسيين.
أما في العلامة التجارية الشخصية 2.0، كنت بحاجة إلى إتقان إدارة الاجتماعات في غرفة الزووم.
أما اليوم، مع القوى العاملة الموزعة، تحتاج إلى تطوير مهارة جديدة لتكون بارعًا في إدارة بيئة اجتماعات أكثر تعقيدًا على الجانبين الشخصي و الافتراضي، فأنت تحتاج إلى تعلم جذب الانتباه والبقاء في الذاكرة في الاجتماعات الهجينة.
لكن الاجتماعات الهجينة ليست مجرد مزيج من الاجتماعات الشخصية واجتماعات الزووم، إن إتقان الهجين يعني فهم النموذج الجديد والتأكد من انخراط جميع المشاركين (بغض النظر عن مكان وجودهم) و الحرص على تركيزهم و إدراكهم .
لأنه غالبًا ما يتم نسيان أولئك الموجودين في المنزل ؛ فالموجود خارج المكان يمكن أن يكون حقا خارج العقل.
و الكلمة الأساسية هنا هي الشمول : قاوم رغبة التعامل مع الجمهور المحلي فقط. و اعطِ الأولوية للجمهور الافتراضي على الحقيقي، و قم بإجادة التعامل مع كليهما لترك بصمتك في الاجتماعات.
7- نشّط الروبوت الداخلي الخاص بك
أعلم أن كل ما شاركته معكم حتى الآن كان له خيط مشترك (( أن تكون إنسانًا)).
أوليس تبني التكنولوجيا يعد تناقضًا لذلك ؟ ليس تماماً.. لأن اليوم، كل علامة تجارية قوية لديها دراية كافية في مجال التكنولوجيا.
كونك على دراية في مجال التكنولوجيا و تقوم بدمج التكنولوجيا في ما تفعله و في طريقتك لفعله يمنحك العديد من المزايا. أولاً، يسمح لك بأتمتة و تفويض وإلغاء العمل الذي يمكن القيام به دون تدخلك (تحريرك للقيام بالمزيد من الأنشطة المتعلقة بالبشر).
ثانيًا، يسلط الضوء على سمة علامتك التجارية المبتكرة – وهذا يجذب انتباه الجمهور.
إن التكنولوجيا واسعة فلست بحاجة إلى أن تصبح خبيرًا في الذكاء الاصطناعي والروبوتات والواقع الافتراضي وتحليل البيانات بل تحتاج فقط إلى تحديد كيف يمكن للتكنولوجيا أن تساعدك في تحقيق أهدافك بشكل أفضل و تعلُّم كيفية توظيف التكنولوجيا للعمل من أجلك.
التكنولوجيا ليست تهديدا ؛ إنها علاج، لذا قم بضخ التكنولوجيا في عملك اليومي
9- كن متعلمًا مدى الحياة
إن العمر الافتراضي للمهارات آخذ في التناقص ، لذا تعد الحاجة إلى البحث عن فرص التعلم جزءًا أساسيًا من العلامة التجارية لأن مواكبة العصر هو الأساس الذي تُبنى عليه العلامات التجارية القوية.
إذا كنت تتجنب وسائل التواصل الاجتماعي، فخذ دورة تدريبية فيها، وكن استباقيًا. لا تنتظر حتى تقدم لك شركتك التعلم الذي تحتاجه لزيادة قيمتك وتحقيق أهدافك.
قم بتحديد أهدافك و فرص التطوير اللازمة للوصول إليها، ثم تابعها، حتى لو سيتوجب عليك توفيرها ودفع ثمنها بنفسك.
إن وتيرة التغيير تتزايد، والطريقة الوحيدة لمواكبة ذلك هي جعل التعلم هو شعارك وعادتك اليومية.
10- البحث عن “الفيدباك” وإعطائها
كان أحد الأشياء التي اعتبرناها أمرًا مفروغًا منه في العالم الحقيقي بالكامل هو لحظات التقييمات و الآراء “الفيدباك” المنتظمة والمصغرة والمرتجلة.
و سنأخذ على سبيل المثال:
شخص ما كان فعّالاً في اجتماع، و بعد الاجتماع جاء أحد زملائه إلى مكتبه ليقول له “عمل جيد في الاجتماع، أنت تتأكد دائمًا من تغطية كل بند من بنود جدول الأعمال. ”
أو عندما ينظر إليك مديرك برضا عندما تطرح نقطة مهمة بشكل احترافي، و بعدها تتركز كل الأنظار عليك تمامًا ، مع إيماءة الرؤوس بالموافقة.
إن البحث عن التقييمات ضروري جداً للعلامة التجارية الفعالة. كذلك إن تقديم التقييمات هو مسؤوليتك ، حيث أنها هدية للآخرين تساعدهم على التعلم والنمو والشعور بقيمتهم.
قم بإتقان العلامة التجارية الشخصية 3.0 حتى تتمكن من تنمية علامتك التجارية وزيادة نجاحك الوظيفي، والاستمتاع بالإنجاز الحقيقي الذي يجب أن تحصل عليه من العمل