خوفك و كيفية التغلب عليه
إن كل ما نعرفه عن الخوف خاطئ – من نظرتنا إليه إلى كيفية محاولتنا التغلب عليه – وفقًا للمدربة تريسي ليت.
يعد مفهوم الخوف أمرشائع وغريب في آن واحد حيث بإمكانه أن يؤثر على أي شخص وكل شخص بطرق مختلفة، لكن الذي جعلني مهتمًا جدًا بمفهوم الخوف هو إمكانيته لإحباط وتقييد العديد من رواد الأعمال المليئين بالمواهب .
آثار الخوف القوية
الخوف يمنع الكثير منا من تحقيق إمكانياتنا الكاملة , إنه لا يسمح لنا بجني نوع المال الذي نخطط له ويدفعنا بعيدًا عن شغفنا أو عن الاستثمار لتغذية مشاريعنا.
و بمعنى أصح :يمنعنا من المخاطرة التي يمكن أن تقودنا إلى نجاحنا النهائي.
لكن لماذا ؟ لماذا يستجيب جسدنا وعقلنا وجهازنا العصبي بطريقة تعرقل العمل وتعيقنا في النهاية ؟
سأقوم بالاجابة على هذه الأسئلة، وإعطاء القارئ بعض الافكار للمساعدة في التغلب على الخوف بالطريقة الصحيحة من أجل تحقيق المزيد من النجاح والإنجاز في الحياة.
لقد تحدثت مع اللايف كوتش تريسي ليت ،التي يجمع نهجها بين علم الأعصاب والوعي والروحانية العملية لتحقيق نتائج على مستوى عالي ونجاح غير مسبوق مع أولئك الذين تعمل معهم.
و ساعدت علامتها التجارية ( ذاليت فاكتور)، الآلاف من النساء ورجال الأعمال على مضاعفة إيراداتهم، وتحقيق إمكانياتهم، والتغلب على خوفهم بطرق عملية دائمة التطور
و فيما يلي ثلاثة أشياء رئيسية علمتني إياها عن الخوف:
لماذا نشعر بالخوف
لماذا نشعر بالخوف في المقام الأول ؟ الخوف هو استجابة بيولوجية عميقة الجذور.
حيث تتحفز الخلايا العصبية ، مما يخبرنا أننا في وضع غير مريح أو غير مألوف،و يضعنا في حالة عصبية ودية من أجل حمايتنا
إليك فارق مهم: الخوف ليس خطرًا.
على الرغم من أن الخوف و الخطر قد يبدو أنهم نفس الشيء، إلا أن هناك فرقًا كبيرًا بين زعنفة القرش القادمة نحونا في الماء والرغبة في التحدث في اجتماع مجلس الإدارة , فرغم تشابه الشعور، إلا أن واحد منهم لا يهدد حياتك.
تقول تريسي: ” إن إدراك الاختلاف، إلى جانب فهم سبب وجود الخوف، هو الخطوة الأولى في التغلب عليه
“فالخوف يأتي فقط على الساحة عندما تتوسع أنت. فهناك شيء ما يُعتبر تهديدًا لنظامك.
عندما تكون رائد أعمال يمكن أن يكون الخوف أي شيء , لأن كل شيء مخيف ومتسع بطبيعته حيث أن كل شيء تفعله (مهما كان) يختلف تمامًا عن أي شيء فعلته من قبل.
لذا فإن جسمك يشعرك بأنك غير مرتاح بطريقة تعتمد على الجهاز العصبي, ومع ذلك، إذا حددنا أن ما نمر به ليس خطيرًا أو مهددًا للحياة، فيمكننا البدء في شكر خوفنا لأننا في موقف آخر لتحقيق النمو.
في نهاية هذا الجزء من المحادثة، قالت تريسي، “الهدف هو تعلم أن تحب خوفك، وتقدر حقيقته وما يعنيه بأننا على وشك القيام بشيء جديد.
لقد تعلمنا مكافحة الخوف بشكل غير صحيح
على الرغم من أنك تعرف من أين يأتي خوفك، ولكنه لا يزال موجودًا في حياتك اليومية. هل الشعارات و الأمثال ستساعد ؟ مستحيل حيث أن هذا النهج الذكوري للتقوية اثناء الخوف ليس فقط غير صحي ولكنه غير فعال بنسبة 100٪
تقول تريسي أن ” الرسائل المجتمعية تدعو للإفراط في إدمان قوة الإرادة والتحفيز، وهي بئر تجف بسرعة كبيرة , و ليست شيئا مستدامًا أو مناسبًا لكيفية عمل عقلك, فأنت لا تعمل مع نفسك البشرية/الروحية عندما تحاول ان تكون قويا من خلال الخوف”
نحن بحاجة إلى تعلم كيفية التعامل مع الخوف بشكل صحيح وإدراك أن الطريقة التي تعلمنا بها عن الخوف غير صحيحة
عندما تستثار استجابة خوفك، فإنها تنقلك إلى حالة الجهاز العصبي الودي (التودد أو القتال أو الجمود) لأننا نميل لحماية أنفسنا. لذلك، بدلاً من محاولة التزود بالطاقة من خلال هذه الحالة، نحتاج إلى تحقيق الأمان من خلال تنشيط العصب المبهم (التنفس العميق والبطيء) الذي يأخذنا إلى حالة العصبية اللاودية أو حالتنا الهادئة. فتعود قشرة الفص الجبهي للتركيز و عندها يمكننا اتخاذ خيارنا الواعي الجديد.
يبدو الأمر معقداً، صحيح ؟ قد يكون أسهل مما تعتقد
إليك كيفية التغلب على الخوف بشكل صحيح
الآن، هذا هو الجزء الأكثر أهمية. على حد تعبير تريسي: «المعلومات بدون تطبيق عديمة الفائدة، لكن المعلومات مع التطبيق هي التحول» لذلك، دعونا نساعدك على تحويل خوفك إلى قوة ونمنحك بعض النصائح الرائعة التي ستزيد قدرتك على التوسع والنجاح
أولاً: لاحظ ذلك. هذا هو الشرط الأساسي بداخلك للقيام بأي عمل آخر. اسمح لنفسك بفهم ما يمنعك الخوف من القيام به بشفافية .
لماذا تتنازل عن قوتك للخوف ؟ لاحظ اللحظات التي تمنعك من التصرف و العمل.
ثانيًا: خلق الأمان. تكافح استجابة الخوف لدينا المواقف «غير الآمنة» من خلال استخدام عدم الثقة في النفس والاستجابات العصبية السلبية الأخرى.
لذلك، نحن بحاجة إلى منح نظامنا الأمان الذي يتوق إليه. و لكن كيف ؟ عن طريق التنفس المقصود و المتعمد.
يجب أن نبدأ في التنفس بوتيرة أعمق وأبطأ , تنفس 4-4-4-4 (شهيق عميق في وتيرة 4 ثواني، زفير عميق في نفس الوتيرة).
فنبدأ في إعادة خلايانا العصبية إلى أرض آمنة، مما يسمح لعقولنا الواعية بتولي المسؤولية واتخاذ قرارات قوية.
بمجرد إتقان هذه العملية، يمكننا خلق الأمان عند الطلب
ثالثًا: تعرف وتعلم كيفية التواصل مع ذاتك العليا.
هذا ليس خرافة أو شعوذة حيث يمكن وصف ذاتك العليا على أنها من تريد أن تكون بعد خمس سنوات من الآن , فهي النسخة الأفضل منك. و كلما فهمت بشكل أفضل من هي ذاتك العليا وكيف تتصرف، كان من الأسهل أن تتخيل نفسك تتصرف بشكل مشابه لها في الوقت الحاضر , و من ثم ، يمكنك الخروج بسرعة أكبر من الخوف إلى صنع القرار الواعي والواثق .
هذه النصائح ليست قوية فحسب، بل داعمة ذاتياً, و كلما تمكنت من إتقان هذه النصائح، كلما زادت مستويات التغلب على الخوف عندك.
تقول تريسي إنها بهذه الطريقة، شاهدت آلاف النساء لا يصلن إلى إمكانياتهن فحسب، بل رأت أن إمكانياتهن السابقة لم تكن سوى جزء مما يمكنهن تحقيقه بالفعل.